"ما تعيدُه لنا الثقوب
هو الحياة تحت الصفر".
عبّاس بيضون.
\\
إلى هذه الدرجة هو منظَّم
وإلى هذه الدرجة أنا مفكَّك.
(1)
من يخشى على الحَمَل
لا يكون إلى مائدة الذئب.
ما الشأن
أن تسبر غور عتمة
ولا تخرج ولو شمعة؟.
الفضيلة أقصى ملجأ الجهل
الرذيلة إنتحار علنيّ.
الحياةُ هي بمقاسِ
ما الموت يسمح.
ريحٌ
تصيبُها ألف صدفة
وصدفة.
الإصغاءُ جذور
والأفكار زهور.
"العصيان
هو صوتُ الذين
لا صوت لهم".
علمتُ من رجل دين كيف خُلِق القطّ:
أعربت الكائنات، وهي في سفينة نبيّ الله نوح،
عن خوفها أن يقرض الجرذ حبال السفينة.
رفعَ نوح يديه إلى السماء.
أمرَهُ اللهُ أن يضربَ خيشوم الأسد.
عطسَ الأسدُ وخرجَ القطُّ من رأسه.
وقال آخر،
في حوارٍ له مع تلفزيون،
إنّ الإمام علي كرّم الله وجهه
كان في وادي النمل
ومعه الصحابي أبو ذرّ الغفاري،
وكان النمل بالمليارات.
نظر أبو ذرّ وقال: يا سبحان محصيها،
قال له الإمام: لا يا أبا ذرّ،
لا تقل يا سبحان محصيها بل قلْ:
يا سبحان باريها،
والذي نفسي بيده إنّي أعلم عددها
وعدد ذكرانها من إناثها.
وسأل المحاوِرُ ماذا ينفع أن يعلم الإمام عدد النمل
وعدد ذكرانها من إناثها ولا يعلم إن ابن ملجم
آت بسيفه المسموم ليقتله؟.
وفي رواية ثالثة قيل:
إن الخليفة عمر ابن الخطّاب
رضي الله عنه وأرضاه،
لمّا ووري الثرى،
عوض أن يسأله الملكان،
كما هو معلوم في دين الإسلام،
عن إسمه ودينه وربّه،
هو لشجاعته سألهما:
من أنتما؟،
ما دينكما؟، من ربّكما؟.
وفي رواية رابعة قال رابع:
إن الرسول محمّداً عليه الصلاة والسلام
سأل النحل قائلاً: أيّها النحل كيف تصنّعون العسل؟،
قالوا: يا رسول الله، نصلّي عليك وعلى آل بيتك فيتصنّع العسل.
لا بدَّ من موسيقى
لكي تنجبرَ العظام.
*
الأنبياء سيقولون أنّك حرّ
والصغار سيقولون أنّك كافر.
بيتُ القصيد مُغلَق.
الطيور
إلى أُلفتِها
وهو
إلى غربته.
الهجرة مورد مالي
لا بقرة للذبح.
خيبة الصدفة
في ذهاب وإياب.
الحيّ أم الميْت
هو الذي نجا؟.
لا إنفجار
إلاّ من ضغط.
السياسة الإقتصاديّة
أم النظام الإقتصاديّ؟
أنا فيل وأنت نملة،
ماذا أنت فاعل؟.
أنا سمكة وأنت حوت،
ماذا بمقدوري أن أفعل؟.
زمانُ
عبادةِ العجل الذهبي
أيضاً.
*
"فرسانُ الهيكل
من القرون البائدة
كانوا عسكريّاً نوعاً من
أعلى صنوفِ الكلابِ الشرسة".
المسألة
هي أن المواطن يريد
مساواةً في الحقوق والواجبات.
إسمحْ أن أختلف يا صديقي معك.
أنا معك بعزّة نفسك،
لكن أن تكون مخاصِماً للدولة المدنيّة
المجرَّبة كنظام حكم وبإيجابيّة عالية فلا أوافقك،
ليست المسألة شخصيّة، هي مستقبل أجيال مقبلة
حقّها أن تعيش حرّة، كريمة.
والناس
وحدهم قائد مخلّص.
(2)
لا يخلو صاحب عقيدة
من لوثةِ "الفرقة الناجية"
كما لا يخلو راعٍ من عصا.
كان العالَمُ
نهباً لكلِّ العالم
كيف هو اليوم؟.
الجوعى في فرنسا
كانواة متأهّبين للإنقضاض
على الملكة ماري أنطوانيت.
المثقّف
هو الذي يعرف
ويتصرّف.
العقلُ
قناةُ الإتّصال.
لا يخشى الحريّة
مثل مصّاصي الدماء.
عجِزوا
دون تطوير نظام حكم
يناسب.
كبرت الصورة
وتضاءلت الرؤية.
في الإنفجار الأوّل
في الفراغِ المتصادِم الأوّل.
يوجد فارق
بين أن تكون شاهداً
وبين أن تكون فاعلاً.
أنت تضحك
والزمان والتاريخ
يغشى عليهما من الضحك.
الغيوم متكاثفة
تتقدّمُها رياحٌ لها جلَبَة.
لا يضير الحاكم الجائر
تحريك المشاعر المذهبيّة
أو الطائفيّة أو القبليّة أو العنصريّة.
"وقعتِ الحربُ،
وبعد قرون نسوا أين كثُرت الحِراب
وأين سُفِكت الدماء غزيرةً.
تاريخ في اليمن
صار تاريخاً من فلسطين.
نحن اليوم لا نعرف بالضبط
أين وقعتْ معركة حُنين
ولا أين وقعتْ معركة ذي قار؟.
كيف لما حدث في القرن التاسع قبل الميلاد
أن يكتبَهُ لأوّل مرّة واعتماداً على الذاكرة
كاهن في القرن الرابع قبلَ الميلاد؟.
وسوف تمتلئ السماء بالنار،
وسوف تمتلئ الأرض بالدماء
من حروب قالوا هي "صليبيّة"
فيما العرب قالت: بل هي "إفرنجيّة".
والذين أصرّوا أن تكون فلسطين _
جنوب سوريا _ هي "إسرائيل"
يقولون أيضاً إنّها لهم وحدهم فقط".
المعبد أبعد بالهويّة والرمز.
المنطقي أن نتأمّل لاعبين بالدين
في سبيل مصالح دنيويّة.
هل نعرف مثلاً أين تلتقي وأين تفترق
أدمغةُ قضاة مع دماغِ السلطة؟.
هذه نقطة، لكي نعرف حجم نموّ التشدّد.
ربّما المسألة هي لا شيئ لكني أظنُّها للأغلبيّةِ أشياء.
العاقل هو الذي يرى كيف يمكن أن يكون شكل الغد.
الماضي كان الكلّ فيه نهباً للكلّ،
لكن يوماً لم يكن الأمر عاديّاً.
الشعورُ الديني متّصِل وأقلّه العتب
على من "ينكز" فيه.
قدّمَ رأيَه الحديثَ بالدِين،
قدِّمْ رأيك الحديث بالإقتصاد.
العينان
للخارج وللداخل
وبقياسات نمل.
*
يظنّ
أنّ السماءَ الزرقاء
لونُها أزرق فعلاً.
ومَن
يهمل الإشارةَ
يضلّ.
(3)
هذه الزاوية فاصلة
أم مجرّد نقطة سوداء؟.
هذا السطر الأبيض
شريط حياة من حائط إلى حائط.
هذه الزخارف ورود وزهور
مصبوغة كلّها بالأبيض.
والضوء في الوسط شمس صغيرة.
*
"الضعفاء يلومونَ الظروف
والأقوياء يصنعونَ التاريخ".
*
يموت جوعاً وعطشاً
ولا يكون مقلوعاً من جذورِه.
*
ملأ محيطَ الفراغ
بملصقات ممنوع الجلوس.
*
التشدّد
وصمةُ سمّ.
*
حين يدٌ طفلةٌ
تعبث بالرماد
وتشتعل دمعة.
الضبابُ
صديقُ المشهد.
يطلّ من طرف الستارة
مثل ساهٍ عن خلقِ حكايته.
مسارٌ أخر
يفضي إلى مسارٍ آخر
وسلوكٌ آخر
يفضي إلى سلوكٍ آخر.
"ردّاتُ الفعل الإنتقاميّة
ليست من سمات الثورات".
حين ثقبٌ في فقّاعةِ الحلم
وحين تواجه العالم بوجهٍ حجر.
كذبوا
ونحن صدّقنا.
*
"النفط
عجّل بهلاكِهم
لم يحقّق الثراءَ لأبناءِ العرب".
المسألة
غادرتها الأجنحة.
حياةٌ
ما أكثر إنقطاع الكهرباء فيها،
حياةٌ
لا هدى فيها ولا خطيئة،
حياةٌ
تتقافز مع عصافير الدوري.
الرؤية مظلمة،
جميعهم غرقى.
"الإستمراريّة
محور البوذيّة".
ولا عزاء
إلاّ بالمبادراتِ الجريئة.
(4)
في قلبي دمعة شوشو،
في قلبي ابتسامة فريد شوقي،
السندريللا سعاد حسني،
حاجبُ يوسف بك وهبي _حاجبُ الصقر،
فخامة محمود المليجي، "همبكا" توفيق الدقن،
عصفورُ الدوري يوسف شاهين،
الرحابنة، كلُّ الرحابنة، وخصوصاً إبنهم زياد،
نوارسُ السيّد درويش والشيخ إمام،
كرزُ لويزا رومانوس طوق
وكلُّ فتاة إسمها لويزا،
حبيبُ الفقراء محمّد طه،
حبيبُ المهاجرين مهدي زعرور،
تلفزيون لبنان القديم،
ملكةُ جمالِ العالم جورجينا رزق،
جوقاتُ الزجل وسنديانُ منابرِها العالي،
مواطناتي الأوستراليّات النمِرات:
نيكول كيدمن،
آل ماكفرسون وكايلي مينوغ،
بيتر كاميرون وزنبقةُ حساءِ الحياةِ الأوّل،
غواية مورين تان بالقمح المشوي،
كأس شفيق عطايا التي لا تنضب،
الشيوعي الأخير سعدي يوسف،
الفتى بالأحمر فوّاز طرابلسي،
الشاعر عن رجُل مِنْ معدن اسكندر حبش،
جاد الحاج متحصّناً بجاد الحاج،
وديع سعادة مضاءً بالنيون،
أنسي الحاج غاضباً مِنْ أجل ذهب الكلمة،
خليل حاوي محتجّاً على الموت بالموت،
شوقُ وتوقُ غسّان كنفاني، إميل حبيبي،
لينين الرملي، سعدالله ونّوس،
تفّاح ليليت جمانة حدّاد،
أسماك جرمانوس جرمانوس الكهربائيّة،
أسئلة جوزف حرب عن الطيورِ المهاجرة،
أملُ أمل دُنقل وعبّاس بيضون،
عبرات مصطفى لطفي المنفلوطي الفضيّة،
الأمير حسن أبو هادي الهلالي،
الأميرة شمّا مسلماني،
منقارُ إبن الرومي، القبطان ليلى خالد،
عِزّةُ وكرامةُ وشهامةُ أنطون سعادة وكمال جنبلاط،
المهاتما غاندي كاسراً ناباً ومزحلِقَاً تاجاً بحليبِ عنزة،
نجيب محفوظ صانعاً إطاراً لمصر،
عيونٌ تبحثُ عن ضوء،
تائهون في الضباب، الألوان، كلُّ الألوان،
الأحلام، كلُّ الأحلام، وأحلامُ الأحلام.
في قلبي جبالٌ رمّدها الشوق،
ساحاتٌ رجعتْ إلى الغابة وعيونُ ماءٍ جفّتْ.
(5)
الريح
تنحتُ شفيفةً
بالصخور.
\\
ومطراً شفيفاً
ينزلون على حقولهم
وبالحبِّ يصعدون تفّاحاً وعنباً.
**
Shawkimoselmani1957@gmail.com
ـ "كلّ ما هو بين مزدوجين صغيرين مترجم أو منقول وفي الحالتين بتصرّف".
سيدني ـ 2022
